عادت الحزم
بقلم / صالح مقبل فارع
#ست_سنوات من الاختطاف..
ست سنوات من الاحتلال
ست سنوات والحزم بيد الأعداء.
ست سنوات وهي مترس للعدو السعودي يستهدف منها #اليمن كل اليمن .
ست سنوات وهي منسلخة عن أمها الجوف وبعيدة عن أخواتها العشر..
ست سنوات وهي وكر للخائنين والمرتزقة يحيكون فيها أبشع المؤامرات ويمارسون كل أساليب الإجرام ضد أخواتها المديريات العشر وأمها محافظة الجوف واليمن كافة.
ست سنوات وهي تطعن صنعاء في الظهر.
ست سنوات هي عُمر العدوان على اليمن حتى الآن، وهو نفس عمرها وهي مخطوفة.
ست سنوات من الهجر والقطيعة والصَّدِّ
ست سنوات وهي تعيش القلق والرعب والفوضى والارتزاق والاغتصاب..
ست سنوات وهي بعيدة عن أمها وأخواتها وبقية أسرتها..
ست سنوات وهي أسيرة وحبيسة ورهينة ومخطوفة بأيدي أعدائها.
ست سنوات وهي في الغربة.
ست سنوات وهي بين الغبن والحنين إلى أمها وأخواتها..
ها هي #الحزم بعد هذه الست السنوات من الغربة والبعد والفراق والشوق.. هاهي تعود إلى أحضان أمها وتلتقي بكل أفراد أسرتها.
عادت إلى أمها الجوف وهي عادت لليمن كما عاد موسى إلى أمه (فرددناه إلى أمه كي تقر عينها)..
التقت بها وعانقتها بحرارة، فقالت أمها: الحمد لله أن عادت الحزم إِلَيّ بعد أن تحررت من أيدي المعتدين، عادت الحزم بعد انفصال دام ست سنوات، وفرحت كثيرا بعودتها وسجدت لله سجدة شكر؛ لأن فضل عودتها يعود -في الأول والأخير- لله سبحانه وتعالى، فهو الذي سدّد، وهو الذي رمى، وهو الذي نصر، (وما النصر إلا من عند الله)..
عادت الحزم والتقت بأخواتها العشر اللواتي كن ينتظرنها على أحرِّ من الجمر، وعانين من الغبن والشوق والحنين لها كما عانت هي..
وكيف لا يشعرن بالغبن لغيابها والفرح بعودتها وهي تعتبر القائد والمدبّر والرئيس لهن.
عانقتها أخواتها العشر.. (المتون – المصلوب -الزاهر – خراب المراشي – رجوزة – الحميدات – برط العنان – المطمة – الغيل -الخلق) بعد فراق طويل.!
فرحت أخواتها بقدومها وعودتها كثيرًا، فأطلقن حناجرهن بالزغاريد وألسنتهن بالأهازيج والأغاني تعبيرًا عن الفرح والسرور والبهجة التي برزت على وجوههن وظهرت في محياهن.
عندما اجتمعت كل الأخوات الأحد عشر في حضن أمهن في وسط أجواء فرائحية يعمه البهجة والسرور..
ظهر على وجه أمهن الخزن من جديد؟!.. فلاحظ الجميع علامات الحزن البادية على وجه الأم.. فساد المكان سكون رهيب وصمت مطبق..
وجعلن يتساءلن ما سر الحزن الذي بدا على أمنا في هذا الوقت بالذات ونحن نفرح بعودة أختنا الحزم.
فتقدمت إحدى البنات إلى الأم، لتستفسر عن سر الانقلاب المفاجئ هذا؟!
تقدمت المتون قالت لأمها وعلامة الاستغراب بادية عليها: لماذا تحزني يا أماه. وقد عادت إلينا الحزم، صحيح أنها مرضت وعانت وتبهذلت وكادت أن تودي بحياتها وهي في ظل الاحتلال لكنها بحمد الله عادت وهي بصحة جيدة وما نقص فيها سنُتِمّه إن شاء الله؟!
فأجابت الأم: صحيح أن الحزم عادت وعودتها تمثل لنا انتصارا كبيرا وفرحا جما، ولكن الفرحة الكبرى لا تتم إلا بعود آخر أخت لكُنَّ، والتي لا زالت إلى الآن مختطفة في يد الأعداء، أسيرة، حبيسة، ورهينة الاعتقال، أختكن (خب والشعف) لا زالت بعيدة عنا يا بنات.
فأجابت الحزم:
صحيح أن خب والشعف لا مختطفة وبعيدة عنّا لكنها ستتحرر وتعود كما عُدتُ أنا، وذلك بفضل الله وفضل رجال الرجال الذين يسطرون في الجبهات أروع ملاحم البطولة لاستعادتها واستعادة كل أجزاء اليمن حتى يتم تحرير اليمن كاملا وينال استقلاله التام والوافي والكامل.
وأنهت الحزم كلامها قائلة للجوف: ألا تعلمين يا أماه بأني رئيس وقائد ومدبرة ومركز كل أخواتي الجوفيات ومن بينهن أختي خب والشعف..
وما دام وقد عُدتُ أنا فستعود خب والشعف فإذا عاد الرأس عاد معه بقية الجسد.
وبعودة وتحرير خب والشعف تكوني أنتي قد تحررتي كاملا، فاكتمال تحريرك كمحافظة لا يتم إلا باكتمال تحرير جميع أخواتي المديريات.
لم تسقط الحزم ولكنها عادت إلى مكانها الطبيعي، إلى أحضان الوطن الغالي اليمن..
#الجوف
#هو_الله