الأحداث في اليمن تشهد تطورارات دراماتيكية تعصف بتحالف عاصفة التخلف العربي
الجوف نت
تقرير
التسارع الدراماتيكي في الفترة الأخيرة للحرب يفصح عن العقلية التي تدار بها الحرب من جانب الجيش واللجان الشعبية التي تتسم بالنفس الطويل والهدوء في التخطيط والحكمة والإتقان في التنفيذ .
كما يبدو فإن جعبة القوات المسلحة اليمنية مازالت مليئة بالمفاجئات ولا تستخدم كلها دفعة واحدة وهذه لوحدها حرب حرق أعصاب الغزاة ومرتزقتهم وإرهاق لمعنوياتهم التي يبدو أن مؤشرها لا يتعدی السلبي .
لا نقول ذلك جزافا ولكن الإنشقاقات المتوالية في صفوف المرتزقة دليل علی عمق الإنهيار الحاصل في معنوياتهم وكذلك الإختلافات والتباينات في صفوفهم ضغطت علی واقعهم ولم يعد في وسعهم التكتم عليها .
الإرباك الحاصل في صفوف دول العدوان لم يأت من فراغ فالطيران المسير قلب الموازين رأسا علی عقب والأهداف مدروسة بعناية ، وتوالي الضربات وتتابعها زاد من خلخلة موقف دول التخلف العربي ووضعهم أمام مشهد مختلف تماما عما ألفوه من بداية العدوان .
التفكير بالخروج بما تيسر مما حصلوا عليه في الجنوب أسلم الطرق بدل التعلق بالأهداف المعلنة بداية العدوان التي تعذر عليهم تحقيقها وإن كان قبل الطيران المسير من سابع المستحيلات ، لكن الواقع الذي فرضه أبناء اليمن بالقوة والعزم والإرادة هو ما أجبر دول العدوان علی تعديل طموحاتهم ، والتخفيف من حدة لهجتهم بعد أن استخدم جيشنا الباسل اللغة التي يفهمونها وهو الرد بالمثل وبقوة لا تقهر .
التركيز علی منشئات النفط عصب الإقتصاد الخليجي هو من سيركع دول العدوان ويجبرها علی إيجاد مخرج باللون الذي يعجبها ، وسياسة جيشنا في اختيار الهدف والزمن ونوع السلاح سياسة لا يمكن التنبؤ بها ولا توقعها ، فمن يدري أين سيكون الهدف القادم
الصراع علی الفتات الذي حققته دول العدوان في جنوب اليمن لا يعادل حجم الهيلمان الذي صاحب عدوانهم ولا حجم تضحياتهم ، لكنه كان درسا مناسبا لهم يستحق حجم الخسارة بعد أن علموا يقينا أن أسيادهم في اليمن وأنهم لا يستطيعون أن ينالوا بما لديهم وبما تملكه أيديهم ما لدی أبسط البسطاء من أبناء اليمن .