هنُا اليمن ..
إبراهيم يحيى الديلمي
أراها بعد نكبتها تسافر
إلى المرسى مهندمة المشاعر
وللصرخات داخلها ارتفاعٌ
وللوثبات خارجها بشائر
يقول الشعر مَطلعُها ارتجالاً
وريشتها تموسقُ ألف شاعر
أراها من سيول الحشد تعلو
بعزم رجالها الاُسد الكواسر
عليها لو بغى الباغي بشرٍ
تدور عليهِ في الروع الدوائر
تسير إلى الغد المحمود ليلاً
وبين جموعها التأييد سائر
يُغَسِلُ فجرها بدمٍ جديدٍ
وفوق جبينهِ يضعُ المشاقر
تسير وحيدةً والحرب تجري
عليها بالبنادق والطوائر
تسير فتقتل الأخطارَ غضبى
إذا احتشدت لتقتلها المخاطر
فمعركةٌ تخوض هنا وأخرى
هناك ونصرها المأمول حاضر
جلياً يسأل الزمن المغطى
بقتلاها أما للحرب آخر؟
أما للصمت في الدنيا انفجارٌ؟
يدين الجرم إن الجرم ظاهر
أليست وحدها امتلأت دماراً؟
أليست وحدها أكتضت مجازر؟
أليس الكفر فيها صار ديناً
نقياً كل من عاداهُ كافر؟
وصار الشرُ والإرهابُ فيها
فضيلةَ كل محتلٍ مقامر
أما هوت المبادئ حين بيعت؟
وصلت للريالات الضمائر؟
دم الإنسان كيف غدا رخيصاً؟
أجب يا حضرة الزمن المعاصر
فإن دمائنا هطلت بحوراً
عليكَ أفيكَ حسٌ أو مشاعر؟
أفي شفتيكَ تنديدٌ وشجبٌ
لما فعلتهُ باليمن العواهر
أفي عينيكَ إبصارٌ؟ أم الما
لُ قد أعمى بكثرتهِ البصائر
على العدوان عامٌ مر ماذا
جنتهُ يد العمالة والتأمر؟
ألم يك للطواغيت انتحارٌ
وكان رهانهم بالحسم خاسر
هنا اليمن العظيم هنا المعالي
هنا أحفاد عمار بن ياسر
هنا الأنصار دوحة كل مجدٍ
بنو العلياء هامات المفاخر
رجالٌ الله ما انكسروا وذلوا
لطاغيةٍ وما خضعوا لفاجر
أليست أُمنا تغفو وتصحو
على وجع الأكاذيب المباشر
فتحشد بأسها من كل حدبٍ
وصوبٍ طالما العدوان غادر
فيطعم جوع أارجلها بحزمٍ
حطام عدوها الوغد المغامر
ويرمي جيشهُ للموت عدلاً
حكى للظلم أن الله ناصر
أفي بأس اليمانيين شكٌ ؟
وقد هزموا الأوائل والأواخر
إذا خاضوا الوغى انتصروا وساقوا
جيوش المعتدين إلى المقابر
وما الإيمان والإحكام إلا
يمانيٌ وسل شمس الدياجر