ن …والقلم.. أين فلسطين ؟؟
عبد الرحمن بجاش
وسط هذا الضجيج، والصراخ، ومخاضات عقيمة، وتداخل أجزاء الصورة ببعضها إلى درجة ضياع المعالم، وبعد العالم العربي يوما عن يوم عن شيء اسمه مستقبل وإلى الأبد !!، تضيع القضية (( المركزية )) أو ما اسماها العرب كذلك، وأضاعوها كما سُكب اللبن من كوب مكسور بالأساس !! . في هذه اللحظة التي لن نقول مفصلية ولا حيث تتعاظم الأمور كما يصورها الخطاب العربي العقيم، فقد اختلط الحابل بالنابل ولم يعد لمحمود عباس ذكراً للأسف الشديد ، وأهمل مانديلا العرب مروان البرغوثي في السجن.
لقد استطاعوا يشغلونا، ولأننا كأنظمة عديمي النظر ومشغولين بأمر الكرسي، سواء الملكيين منا أو الجمهوريين، ففلسطين تضيع والى الأبد، المضحك أن العرب لن يجدوا بعدها قضية للمزايدة من البحر إلى النهر !!، ولا تدري أي قضية سيجدون بها يخدعون هذه الشعوب المغلوبة على أمرها !!، حتى ما أسمتها الأنظمة العربية (( ديمقراطية )) قد انكشف أمرها، وصارت الأنظمة تضحك على بعضها كالماعز كلا منها تضحك على مؤخرة التي أمامها ولا تدري أن لها نفس المؤخرة !! . ويا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!.
أما الشعوب العربية فقد خُدعت من قبل أنظمتها خاصة منها الجمهورية والتقدمية، وتبين أن التقدميين تحديدا أكثروا من قراءة الكتب والنظريات ولم يعترفوا حتى لأنفسهم ولهذه اللحظة أن تلك الكتب والنظريات هي أصلا لإنسان آخر وواقع آخر !!!، لم ينطلق أي منهم من واقعه لكي يصيغ رؤى ومشاريع من وحيها !!، بل كابروا حتى ضاعوا !!!، والنظم الملكية ظلت تتفرج على مؤخرات التقدميين حتى نسيت مؤخراتها !!، وبدلا من أن تتقدم إلى الأمام ما تزال تنظر إلى شعوبها على أنها قطيع من الشحاتين يريدون فلوسا ولا يبغون حقوقا !! ، حتى أن دولة كنا نشير إليها بالبنان على أنها تتميز عن البقية تقدميين وملكيين ورجعيين ، تبدو الآن جامدة لا حراك في جسدها، لأن كل شيء في رأس إنسان واحد مهما كان ملكا أو شيخاً أو سلطاناً !!، وصلت الأمور إلى جدار مسدود لأن لا رؤية ولا مشروع ولا تجربه ببعد فكري وإنساني !! ، كل هذا العقم الآن والصراخ والضجيج يحيط بفلسطين التي تضيع كسفينة ضخمة في وسط محيط والعالم الإسلامي يزايد بها أيضا ويتفرج عليها تضيع !! رويدا رويدا تضيع معالمها وقريبا سنرى أن لم يعد على الأرض ما يمكن أن يتم التفاوض عليه، مهما لوح بعض الساسة ببندقية عرفات، الذي مات خديعة !!.
يظن العرب كأنظمة أنهم يكسبون وقتا عندما يصهينون تجاه قضية فلسطين، يحدثون أنفسهم في مخادعهم أن الأهم كيف أبقى، ولتذهب قضية العرب في الجحيم، وان ظهروا صبحا يخطبون بذات الأسلوب العقيم ((سنحررها من البحر إلى النهر)) فهم يلوكون الكذب والنفاق الرسمي لا غير ، لكنهم لا يدركون أيضا أنهم يضيعون هم الآخرين إن عاجلا أو آجلا وبالأساس هم الآن كخدام خدام بيت الجرافي!!.
سيكتشف حكام العرب عاجلا أو آجلا ألا بلح الشام ولا عنب اليمن، ويا أمة من غباء حكامها تضحك الأمم .
لله الأمر من قبل ومن بعد .