“الكويت ليس توهاناً عن الطريق بل اقتراباً من الهدف “
بقلم/احمد مرغم
“الكويت ليس توهاناً عن الطريق بل اقتراباً من الهدف “
لكي نفهم مفاوضات الكويت وماذا تعني?!
دعونا نمر سريعا عبر الحالة والظروف التي أنجبت هذه اللحظة. عام ونيف من العدوان السعودي البربري على اليمن..
السعودية الغنية بأموال النفط اللعين تشن حربا على منبع العروبة بعد تشكيل التحالف (العربي) وشنت حملتها العدوانية التي أطلقت عليها (عاصفة الحزم) ثم (اعادة الأمل) معتمدة على ترسانتها الهائلة من العتاد والسلاح وطفرتها المالية والتفويض الضمني من مولاتها أمريكا . لم يكن أحد يتوقع أن اليمن الجريح الممزق الذي يناضل للخلاص من الأسر السعوأمريكي لم يكن أحد يتوقع أن يصمد لأكثر من أيام أو بضع أسابيع أمام التكنولوجيا الحربية الأمريكية الممنوحة لربيبتهم السعودية. لم يكن أحد يتوقع أن يصمد اليمنيون في مواجهة الوحوش الأمريكية الآلية الموضوعة بيد وحوش الأعراب الصحراوية. كان الجميع يترقب لحظة استسلام الشعب اليمني ممثلا بقيادته الفذه لهذا العدو المتغطرس. مرت الأيام والأسابيع والشهور وحال الحول دون أن تحدث تلك اللحظة التي كان العدو ومرتزقته يمنون نفوسهم بحدوثها. بل إن الذي حدث أن تحولت شوارع صنعاء الى أنهار بشرية عند حلول الذكرى الأولى لهذا العدوان الغاشم الملايين من هذا الشعب قدموا إلى صنعاء لتجديد التفويض وتأكيد الولاء للقائد الذي عشقوه طواعية وتمسكوا به للسير بهم إلى المعالي والكرامات التي لا تليق إلا بهم ولا يُعِرَفون الا بها غير آبهين بالثمن الذي يدفع وغير آسفين على ما دُمِر فالمكسب أغلى والهدف أثمن وأسمى. وجاءت لحظة الكويت كثمرة للصمود الاسطوري لشعبنا العظيم. حوار الكويت برهنة جديدة على رقي اليمن وتحضره وأصالته وحكمته المشهود لها من أكرم الخلق محمد صلوات الله علية وعلى الة ….
. لا يخيفنكم آحاديث المتقولين والآفاكين الجلوس الى طاولة الحوار دليل على مشروعية الأهداف وثقة بعدالة القضية . مفاوضات الكويت من أي زاوية نظرنا لها هي انتصار لليمن على اعداءه فبمجرد قبول السعودية الحوار عبر مرتزقتها مع الطرف الوطني الذي ذهب من صنعاء عاصمة الدولة المعتدى عليها مع الطرف المؤدي لدوره الذي قدم من الرياض عاصمة الدولة المعتدية هذا يعد انتصاراً بينا لمن كان له بصر أو فؤاد هو يعد كذلك نصر عظيم عدى عن خضوع السعودية لرعاية الأمم المتحدة وشروطها التي تضمن أن يكون الحوار صريح وشفاف وندي ومتكافئ . مشاورات الكويت يعد انكسارا للسعودية الرافضة للحوار مع اليمن دوما وانتصارا صريحا ليمن الحكمة الذي دائما يطالب جاره الشمالي أن يكون الحوار هو الوسيلة في تسوية الملفات التي يشترك فيها الطرفان. مكان اللقاء وأجواؤه ومجريات النقاش تؤكد ما ذهبنا اليه كإعتباره خطوة في المسار الصحيح وليس تراجعا أو انكسارا. الحفاوة والاستقبال والتقدير والاحترام الذي لقيه وفدنا الوطني من الدوله المستضيفة للحوار إن دل على شيء فإنما يدل دلالة قاطعة أن دول الخليج بشكل عام قد عرفت من هو اليمن وأنها باتت مستعدة للتعامل معه بالطريقة التي يريدها هو وليس بالكيفية التي يحبذونها هم. هذا التقدم الذي أحرزه اليمن لم يأت من الفراغ بل بفضل تلك التضحيات العظيمة الذي قدمها شعبنا العظيم نعم فلسنا في مجتمع ملائكي فالحرية والحقوق لا تعطى لصاحبها طواعية وإنما تنتزع انتزاعا وهذا ما صنعناه نحن اليمانيون ففي الكويت الآن يستمع الأعداء بانصات وأدب لمطالب الشعب اليمني وشروطة لأي تسوية سياسية بعد عقود من الاستكانة والاذل . عقود من الزمن صنعت خلالها دول في شبه الجزيرة وصلت الذروة في الترف والبذخ الاقتصادي من أموال النفط المخزن في باطن الصحراء العربية (اليمنية) بينما الشعب القابع في جنوب الجزيرة الضارب بجذوره في أعماق التاريخ بقي فقيرا تعيسا بائسا جائعا متسولا مهانا بكل أنواع الاذلا والهيانة. وهذا هو سر القضية وعمودها وذروة سنامها حيث أن السياسات كانت توضع لتحقيق الأمر الخطير وهو أن يبقى اليمن بعيدا عن نفط الصحراء الذي يعرف جيدا المستعمر البريطاني وخلفه الأمريكي أن معظم هذا النفط حق اليمن وهو من يقف وراء هذه السياسات التي تمنح النفط أو جزءاً منه للكيانات التي استحدثها في منطقتنا العربية وحال دون أن يحصل اليمن على حقه. لقاء الكويت أمرٌ آخر فلو وظفت مداركك بالطريقة الصحيحة لأدركت أن هذه الدول باتت مستعدة أكثر للتعاطي الايجابي مع اليمن ولكن قد ربما بخطى متدرجة . بفضل دماء الشهداء والجرحى والمجاهدين الصامدين في جبهات القتال أصبح اليمن قادرا على انتزاع كرامته وحريته واستقلاله بالحوار أو الحرب نتمنى أن يتحقق حلم اليمنيين بالحوار وأن تنجح المفاوضات الجارية في الكويت بتجنيب اليمن المزيد من الدمار والأرواح وأن يتمكن المتفاوضون بايجاد صيغة حكيمة تحقق السلام دون تفريط في مصالح اليمن وأن تفتح لنا آفاق المستقبل ونهاية للصراعات والفتن يارب اهدهم لذلك يا كريم. في الأخير الفضل لله سبحانه وتعالى الذي مكننا من ذلك وأكرمنا بالرجال المتفردين كالسيد عبد الملك.
خاص الجوف نت