(حبيب القلوب)

وتبيّض حزْناً لِذكرِ الوداع
وما ودّعَتْ بعدُ إنسانَها

ألا هل تراها عيون السماء
تبثُّ إلى الأرضِ أحزانَها

أم الأرضُ تبكي لأنّ الرياح
تشتّت في الأفْقِ أمْزانَها

أيا عينُ لا تبخلي بالدموع
فقد أرخص الحبُّ أثمانها

بها شيِّعي مْن تُحبِّينَهُ
عساهُ يثقّل ميزانَها

ومن مهجة الشوق زفّي المنى
الى خير من حلّ وجدانَها

شهيد الحروب فقيد الدروب
ومن خاض بالفعل ميدانَها

محبَّ الطيوبِ حبيبَ القلوب
دليلَ الكرامةِ عنوانَها

دَعُوا العبَراتِ تعبّر عنها
وتشكوا مع الوجْدِ فقْدانَها

ويا قلبُ لا تنْسَ ذاك الحبيب
وذكراهُ صُنْها ومَن صانَها

نعَمْ إنّ ذكراه مهما نسيت
ستُنسيك لا ريب نسيانَها

وحسبُك مِن ذِكْرهِ أنّهُ
يُعيد لِنَفْسٍك إيقانها

وما الشكّ إلّا طريق اليقين
تزيدُ بهِ النفسُ إيمانَها

وللنفس مِن ذكريات الشهيد
شجونٌ تبدَّدُ أشجانَها

سعى للشهادة وهي إلِيـ
ـهِ تسعى وتفتحُ أحضانَها

فكانت وكان على موعد
ٍأمالَ الى مَيلِهِ بانَها

لتحضنَ بالحبَ أرْدانَه
ُويحضن َ بالودِّ أردانَها