( نور أعيننا )
الشاعر/ أحمد العجري
(نور أعيننا)
الله أكبر جد الوجد والشجن
ُ وعاد يغشى العباد الهمُّ والحزن
ُوكان ما كان مما سوف يدكره الـ
تاريخُ منتحبا مهما جرى الزمنُ
لم يقصر الهمَّ وَهْمُ الواهمين وما
تشكوه صنعاء تشكوه اْخْتها عدنُ
فكيف والأرض كل الأرض قد فُجِعت
سياّن في ما أقول الشام واليمنْ
عَزَّ العزاءُ وحزَّ الحزنُ أنفسنا
لِنعْيِ قرّة عينِ الخلقِ لو فطنوا
نعى النعاةُ إلينا نورَ أعيُننا
وعينَ أ عيانِ أبناءِ الرسولِ عنَوا
نعوا حسينا ولو غير الحسين عَنوا
لما نعى كلّ عين دمُعها الهَتِنُ
واستيقَنت كلُّ نفس ٍما به جحَدت
مغبونةً ليس في إيمانها غَبَن
ُلكنها هكذا كانت وما برجت
(تأتي الرياح بما لا تشتهي السفنُ)
هاجت وماجت مآسي الأمس فاقترنت
آلامنا اليوم والآلام تقترنُ
قالوا ارثه. قلت : لا يرثى الشهيد وما
بموته جائت الآيات و السننُ
إن الشهادة معناها الحياة بلا
موتٍ وصفو نعيمٍ ما به درَن
ُهذا الحسين ومن مثل الحسين فتى
حداه للحسنيين السر والعلن
ُإحسانه استقْطبَ الأوطانَ قاطبةً
فكيف لا تبكهِ الأريافُ والمدنُ
دعى البرايا إلى البرِّ الذي خُلقوا
من أجلهِ والعدا تدعو له الإحَنُ
لم يأتنا بجديدٍ إذ أتى وله
في (هل أتى) شاهدٌ إذ جدّه الحسَن
ُلم تثنِهِ الفِتنُ الكبرى التي وقعت
لا بل به قُمِعت في أرضنا الفِتنُ
بالهدْي أقْبَلَ والإقبالُ يتبعه
ُ فأشْعَرت هديَه الأبدانُ والبُدُنُ
واستشعرت صدقه الأرواح فانتبهت
من نومها وجفا أجفانَها الوسَن
ُبهديه انهدّ إيوانُ الضلالِ وَمنْ
يُعلِ الشعارَ تهاوت دونه الثِكَنُ
الله أكبر موتاً للذين جنوا
على الحسين ومن في دينه طعنوا
موتاً ولعناً لأعداء الهدى وهمُ
بالنصِ في محكم التنزيل قد لُعنوا
و للهدى والهداة النصر منعقد
ٌوكلهم قائمٌ بالقسط مؤتمن
ُوهاهم اليوم عشّاق الشهادة بل
ها أنت في كَنَفِ العلياء تحتضنُ
وهاهم الشهدا يا أنت سابقهم
في مقعد الصدق نعم الأهل والوطنُ
وَهْناً على وهْنٍ انسلّوا فما وهنوا
وما استكانوا وما ذلوا وما جبنوا
عاشوا كراما ومازالوا ومابرحوا
حتى من الموت لما آمنوا أمنوا
شقّواصفوفَ المنايا والزحوفَ وما
هابوا الحتوف وهل تخشى الردى الردُن
ُلما ألمّت بنا من كل ناحيةٍ
آمنتُ أن المنايا عندهم مِنَنُ
ما كنت أحسب لولا أنهم عشقوا الـ
أكفانَ حينئد أن يُعشق الكَفن
ُبالأمس كانوا هنا والأنسُ مكتمل
ٌوالشمل ُمجتمعٌ والسعدُ مقترن
ُكانوا هنا وهنا كانوا ملائكة
لولا الجثامين تجثوا فوقها الطِيَن
ٌهنا التقوا اخوةً في الله وانطلقوا
شوقاً إليه وفي نعمائهِ سكنوا
يا حاديَ العيسِ عرّج كي أسامرَهم
مهما تباعدت الأسمارُ والدُجَن
ُولا تقولنّ بل لا تحسبنَّهمُ
موتى ولو تحت أطباق الثرى دُفنوا
ما مات من في سبيل الله مات ومن
لم يحتسب أجره لم يأته الثمن
ُسمَوا عن الأرض فِكْراً وارتقوا فِطَنا
والهديُ تسموا به الأفكار والفِطنُ
باعوا النفوس من الباري فماربحت
إلا تجارتهم حقا وقد ضمنوا