ماذا قالوا..عن ..”الشهيد القائد”
بقلم / أحمد مرغم
يقول أحد الفلاسفة أن الحقيقة تمر بثلاث مراحل الأولى السخرية والثانية المحاربة الشديدة والثالثة القبول والتسليم على أنها أمر طبيعي…
هكذا هي طبيعة البشر وحالهم مع الحقائق لابد وأن يكون للحقائق ثمنا باهظا لأن في البشر من قال الله فيهم
(إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون) ..
وقال جل ثناءة عنهم أيضا
(لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذن لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون) ..
إن هؤلاء البشر الذين وصفهم الله في هذه الآيات وغيرها بعماهم وصممهم لا يستطيعون رؤية النور أبدا بهذا الصلف لا يتمكنون من معرفة النعم وإدراك الحقائق مهما كانت جلية وبينة وواضحة وضوح النهار وبارزة بروز الجبال.
لا فائدة ولا يؤمل خيرا من هكذا بشر فالله قد قال عنهم لنبيه محمدصلوات الله علية وعلى الة
(إن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون)
فلنتأمل حقيقة خاتم الأنبياء وأكرم الخلق وأكمل الناس خلقا وأكثرهم علما وأصدقهم قولا وأطيبهم قلبا وأزكاهم روحا وأرفعهم شرفا كم أُسيء إلى هذه النعمة المهداة والرحمة المعطاة من الله سبحانه وتعالى إلى بني آدم فقد أنكروا عظمته ونبوته وسخروا من قرآنه وحقروا من شأنه وغيرها من الإساءات. وما أكثر الحقائق التي أخبرنا عنها القرآن الكريم التي قوبلت بالإساءة والسخرية والإزدراء والمحاربة والإنكار والرفض من الفريق الجاحد الذين قال الله تعالى عنهم..
(مثل الفريقين كالأعمى والأصم والسميع والبصير هل يستويان مثلا أفلا تذكرون)
إن هذا الفريق الأول الأعمى والأصم قد قالوا لنوح حينما دعاهم إلى عبادة الله وحده (إنا لنراك في ضلال مبين) وقوم عاد أيضا لم يختلفوا نوح فقد كان جوابهم على أخيهم هود (إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين) وقوم ثمود لأخيهم صالح حينما دعاهم لعبادة الله وحدة ونهاهم عن عقر الناقة فقد كان جواب المستكبرين له وللمستضعفين الذين آمنوا معه (إنا بالذي آمنتم به كافرون) وقوم لوط اشتد غضبهم على لوط حينما زجرهم عن إتيان الفاحشة فقد كان جوابهم له (اخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون).
وهكذا تتشابه مواقف المنكرين للحقائق والساخرين منها والرافضين لها بسبب الكبر والجهل والشر الكامن في نفوسهم فقد هدد قوم مدين أخاهم شعيبا إن لم يرجع عن دعوته (قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيبا من قريتنا أو لتعودن في ملتنا…) وحذروا الناس من إتباعه (لئن اتبعتم شعيبا إنكم إذا لخاسرون) وفرعون فقد قال لقومه عن نبي الله موسى (يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون) وقال (إن هذا لساحر عليم).
وهكذا على مر الزمان تتلقى الحقائق ودعوات الخير والإصلاح وابل من السخرية والرفض والإنكار والكراهية فقد أُستخف بنوح وأُحرق إبراهيم وشرد موسى وسجن يوسف وصلب عيسى وأُوذي نبينا محمدصلوات الله علية وعلى الة وأهل بيته من بعده.
هكذا يواجه الحقائق من قال الله عنهم (من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلا) ومع ظهور الحقائق وتجليها يشتد هؤلاء في محاربتهم لها تزامنا مع تلاشي إدعاءاتهم وانكشاف زيفهم وغيهم وضلالهم فيعودون يطالبون بالمعجزات كما طالب كفار قريش خاتم الأنبياء محمد
( وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعا أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيرا أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفا أو تأتي بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا )
وقبل أن تأتي المرحلة الثالثة والأخيرة بصل الجحود والرفض والصلف إلى ذروته مثل الذين قالوا (اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو إئتنا بعذاب أليم).
هكذا مقدرا للحقائق أن لا ترى النور إلا بعد أن نفقد كثيرا من جواهرها وأعلامها والحقائق تتكرر وأعدائها يتكررون وإن اختلفت طرق المواجهة والصراع باختلاف الزمان والمكان إلا أنها في حقيقة الأمر تعني شيئا واحدا وهو الصراع بين الحق والباطل .
وحقيقة أخرى في هذا الزمان لا بد من الوقوف معها وتأملها لنكتشف كم أنها تشبه كثيرا من الحقائق التي تناولها القرآن الكريم وكم هو الشبه بين أعدائها وأعداء الحقائق الماضية.
إنها حقيقة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي فقد أنكروا إنسانيته وكما قيل في موسى وغيره من أنبياء الله وأوليائه قالوا “إن الحوثي ساحر” وكما رفضت دعوات الأنبياء والصالحين رفض رفض عاد وثمود ومدين وقريش وفراعنة هذا العصر دعوة حسين الأمة إلى العودة إلى دينها والتمسك بقرآنها وهويتها وقيمها السمحة .
لقد شنوا الحرب لأنه أطلق شعارا يمثل سلاحا ضد أعداء الله وأعداء الأمة والإنسانية حاربوه بكل ما أوتيوا من قوة لأنه أطلق فكرا يمثل ترجمة لرسالة الإسلام الخالدة وثقافة مجسدة للمفاهيم القرآنية السامية.
فكما أحرق النبي إبراهيم علية السلام عقابا له لتحطيمه التماثيل التي كان يعبدها آبائه أحرق حسين في جرف سلمان عقابا له على تحطيمه أصنام هذا العصر ووثنيته وطاغوته .
يقول الله تعالى (ومن الناس من يجادل في الله بغير علم زلا هدى ولا كتاب منير)
لقد قالوا “الحوثي مجنون” عندما قال يجب أن نقس أعمالنا ونلتزم بتوجيهاتة إذا أردنا العزة والكرامة والنجاة في الدنيا والآخرة كما قال من قبلهم قوم نوح عنه (إن هو إلا رجل به جنة فتربصوا حتى حين) حينما قال لهم (يا قوم اعبدوا الله مالكم من إاله غيره أفلا تتقون)
لقد قالوا “من هو هذا الحوثي” كما قال قوم نوح له (أنؤمم لك واتبعك الأرذلون)..
لقد قالوا “الحوثي مهستر ويشرب حبوب الهلوسة “عندما قال إننا قادرين على إزهاق الباطل إذا عدنا إلى الله ووثقنا بة وتشربنا الثقافة القرآنية كما قال قوم ثمود لأخيهم صالح وأصحاب الأيكة لرسول الله شعيب حينما دعياهم للاستقامة ومراعاة حدود الله وقالا لهم ( اتقوا الله وأطيعون ) لقد أجابوا كلا منهما ( إنما أنت من المسحرين ) …..لقد قالوا ” الحوثي ساحر”…
ودعوا الناس أن لا يسمعوا لكلامه كي لا يصيبهم بسحره عندما لمسوا قدرته على إقناع الناس بفكره ورأوا إقبال الناس عليه كالذي قالوا عن موسى ومعجزاته ( ما هذا إلا سحر مفترى وما سمعنا بهذا في إبائنا الأولين ) ومثل فرعون عندما( قال للملا حوله إن هذا لساحر عليم)
لقد قالوا ” إن الحوثي كذاب ومزور ومزيف للحقائق ومتطاول على الأمة ومفتري على الصحابة” عندما ربط الأحداث بالقران الكريم وقاسها عليه وبين الخبيث من الطيب والحق من الباطل مثلما كذبت قوم نوح وعاد وثمود ولوط وأصحاب الإيكة وغيرهم المرسلين .
لقد قالوا ..“ان الحوثي يأتي بدين جديد ويدعوا إلى ملة المجوس ويسفه معتقداتنا التي ورثناها من آبائنا وأجدادنا ويهين أمتنا وتاريخنا ويتطاول على قادتنا ورموزنا “ عندما قال إن الاستسلام للظلم والخنوع للجبابرة والتفريط بالحقوق وتقبل الحكام الفاسدين والانصياع للهيمنة الأجنبية والاستهانة بمؤامرات اليهود والنصارى وحصر الدين في زاوية المسجد وإهمال القيم والمبادئ والثوابت المؤكدة في كتاب الله ( عقائد باطلة وثقافة مغلوطة جائتنا من خارج الثقلين كتاب الله وعثرة رسوله ) كقوم عاد لأخيهم هود عندما بيت لهم بدين الحق ورسم لهم سبيل السلام قالوا له ( أجئتنا لنعبد الله وحده ونذر ماكان يعبد آبائنا ) وحين ما سأل إبراهيم قومه عن فائدة عبادة الأصنام التي لا تسمع ولا تعقل أجابوة ( بل وجدنا آبائنا كذلك يفعلون ) .
لقد قالوا.. ان ..“الحوثي يدعي الإمامة وما غايته من وراء ما يقوم به إلا السلطة والمال والجاه والمنصب” عند طرحه لمشروع سياسي ومتوافق مع شرع الله وكفيل بإعادة الكرامة والمجد إلى الأمة كما قالت قريش إن محمدآ ما هو إلا رجلا يطلب الجاه والمنصب ..
لقد قالوا ….”إن الحوثي يدعي النبوة” عندما كشف حقائق مستقبلية وقال انه واثقآ بنصر الله له ولأتباعه كما قال موسى لقومه مطمئنا لهم حين شعر بخوفهم من فرعون وجنوده ( كلا إن ربي سيهدين )
لقد قالوا …”إن الحوثي آفة ومصيبة سيسبب البلاء على الأمة ويجب التخلص منه قبل ان يحل علينا غضب الله ولعنته” عندما أيسوا من ثنيه وعجزوا عن وقفه لقد حشدوا العسكر واستنفروا العامة وأعدوا العدة وصفوا الصفوف واستجلبوا المدد وحركوا وهددوا وتوعدوا وارهبوا العامة ولاحقوا الخاصة واستقطبوا المرتزقة وقطعوا الطريق كل ذلك في محاولة يأسه علهم يستطيعوا أن يحموا خرافاتهم وأباطيلهم وأصنامهم وأوثانهم وفسادهم وظلمهم وظلامهم من هذه الثورة الحسينية والعاصفة المحمدية والنور القرآني …
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )….
خاص الجوف نت