محاربة القاعدة أم ماذا…؟
بقلم/ ابو الحسن حسن واثق
من البديهي جدا والمعروف لدى كل فئات المجتمع اليمني وغيره من المجتمعات العربية والإسلامية وحتى الغربية ، بأن القاعدة صناعة أمريكية بامتياز ، ولكن مما يخفى على الكثير هي الأهداف التي صنعت من أجلها القاعدة . إن المبررات والذرائع التي تسوقها وتعلنها أمريكا من أجل محاربة القاعدة معروفة لدى الجميع ، فمن تهديد هذه الجماعة للسلم والأمن الدوليين ، إلى نشر الفوضى في دول العالم إلى استهداف المصالح الغربية ، هي مبررات وذرائع جعلت من امريكا الزعيم العالمي لمحاربة القاعدة . ان الأهداف التي من أجلها صنعت القاعدة هي أهداف أعدت من قبل مجموعة من الخبراء والسياسيين الأمريكيين.
صحيح ان الهدف الأول من صناعة القاعدة هو محاربة الإتحاد السوفيتي سابقاً في افغانستان ، وجلب مرتزقة ومتطرفي العالم الإسلامي من اجل تحقيق هذا الهدف كان هو هدف منطقي وواقعي الى حد ما كما يراة المتابع البسيط والسطحي .
ان الهدف الحقيقي من صناعة هذه الجماعة هو عندما انقلب السحر على الساحر ،وبدأت القاعدة تتناقض مع الاهداف المرسومة من قبل صانعتها وراعيتها أمريكا ، وبدأت القاعدة تهاجم امريكا بالفعل وان لم يكن لها التأثير الكبير عليها . بدأت امريكا في استغلال القاعدة عندما حدث التنافر والتناقض فيما بينهما ، وصولا الى الترويج الإعلامي والسياسي لهذه الجماعة ، وتضخيم خطرها على العالم ، وكان الهدف وراء ذلك كله جعل القاعدة ورقة ضغط رابحة بيد امريكا؛ لتحقيق اهدافها الخفيه والغير واضحة لكثير من الناس .
من الواضح جدا ان القاعدة لم تكن يوما من الايام خطرا على امريكا او على مصالحها في العالم على وجه العموم وفي الشرق الاوسط على وجه الخصوص .
لقد جعلت امريكا من القاعدة ورقة ضغط رابحة في احداث خلل بين ابناء الامة الاسلامية الواحدة فكان للقاعدة دور -كما تريد امريكا -في تمزيق وتفريق الأمة الإسلامية وتدمير مقوماتها ، بل انها اصبحت المعول الهدام بيد امريكا ، دمرت بة العالم الإسلامي ، ونتج عنه خلل مما أدى الى تفريق الأمة الإسلامية وهدم وحدتهم ، وبعدهم عن النظر في من هو عدوهم الحقيقي الذي يتربص بالإسلام والمسلمين .
في الاخير ان دخول امريكا اليمن ليس من أجل محاربة القاعدة وان ما هو بداية لسياسة جديدة ، وخلق واقع جديد في المنطقة تريد ان تنفذهما امريكا :احتلال ، وسيطرة على مقدرات وثروات المنطقة واستغلال موقعها الاستراتيجي .
القاعدة ليست هي بالشكل او الخطر التي تروج له امريكا ، من المعروف جدا بان الجيش واللجان الشعبية استطاعوا دحر القاعدة في أيام قليله من اليمن بكامله واستطاعوا اجتثاثهم حتى أوصلوهم الى خليج عدن ، بكل بساطة ان القاعدة ليست الا ورقة ضغط ومعول هدام لايمثل خطرا ولا تهديدا ، وليست القاعدة كما تروج لها أمريكا ، تستطيع امريكا محاربة القاعدة هي ومن اراد ذلك في اي زمان او مكان ، ولكنها تريد من القاعدة معول هدام وورقة رابحة لتحقيق اهدافها ونشر الفوضى وتفريق أبناء الأمة الواحدة لكي تستطيع اختراقهم وتمرير سياستها بكل يسر وسهوله .
ان القاعدة أوهن من بيت العنكبوت فلا تصدقوا أمريكا ومن دار في فلكها في ترويجها بخطورة القاعدة والله الموفق…